This revolution will change everything

هذه الثورة ستغير كل شيء

رسالة مفتوحة لجميع اخواني وأخواتي العرب والذين يعيشون ظلم الدكتاتوريات في الدول العربية

(مظاهرة أمام السفارة المصرية في لندن (اٌذار٢٠١١

 

لا أريد أن أتكلم اليوم كمحلل سياسي لشؤون الشرق الوسط كالعادة, لكن أرغب في اظهار كل ما عندي من التعاطف والاحترام الى قضاياكم لانها قضايا مشابهة لكثيرمن الشباب في جميع أنحاء العالم وأنا من بينهم.

أنا أنتمي إلى جيل الشباب نفسه الذي يقود الثورات ضد الأنظمة الدكتاتورية في مصر وتونس وبهرين وليبيا ويمين.فعل الرغم من كوني إسباني ولكنني كالكثير من الشباب العربي عاطل عن العمل مع أنني أحمل شهادة الماجستير وأحلم بمستقبل و حياة أفضل. و يوماً بعد يوم أمشي في شوارع مدينتي و أسأل نفسي: أين يقع الخطأ؟

أريد أن أقول اليوم أن غضبكم هو نفس غضبي عندما أرى حكومتي تقف مكتوفة الأيدي أمام الأزمة الاقتصادية في بلدي. أشعر باليأس عندما أري الشعب يدفع ثمن الأزمة الاقتصادية التي أنتجها النظام الرأسمالي عدر البنوك و مضاربة العقارات. كم من شخص أو مؤسسة تمت محاسبته أمام أي محكمة على الاستيلاء على ملايين من الدولارات التي اختفت؟ مرة أخرى نحن المجتمع المدني ندفع ثمن الفساد وجشع الأقلية بينما اللأغلبية تعاني من قلة فرص العمل وإرتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بينما تقلص الحكومة من الخدمات الاجتماعية تدريجا.

أيها الشباب العرب أنني أفهم جيداً وجعهم وغضبكم. أولا سرقت الامبريالية الغربية حريتكم في بداية القرن العشرين وسرقت مرة أخرى بعد الاستقلال من الانتداب البريطاني والفرنسي –فعلى رغم من حركات التحرر في كل من مصر والعراق والمغرب منذ الخمسينيات– احتكر القادة العرب ثرواتكم ونهبوها من بلدكم من خلال التخويف والعزل والتعذيب وانعدام الحرية التعبير.لم يتغير أي شيء و حصل كل ذلك على مراَى من الدول الغربية المنافقة التي دعم وتشجع هذه الأنظمة الديكتاتورية في أوطنكم طالما خدمت مصالحها.

في العام ٢٠٠٣ تظاهر الملايين من الأوروبيين و الأمريكيين ضد الحرب على العراق ولكن صوتهم سقط في بئر أسود لان رأي الشعب ليس مهم في نظر السياسيين في الغرب. بكل صراحة الشعب الأوروبي والأمريكي لديهم نفس المشكلة لأن حكامنا يكذبون علنا ويستخدمون ثقتنا والموارد المالية التي تقتطع من أموالنا للهجوم على العراق وأفغانستان وباكستان باسم الحرية والديمقراطية.وبعد سنوات من الحرب ما هي النتيجة؟ خسائر بشرية ومادية لا تحصى!

أتلبع بقلق كيف تنتشرالإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية وبرامج السياسيين من المحافظيين في أوروبا و أمريكا. هولاء السياسيين أقنعوا الشعوب الأوروبية أن المسلمين في بلداننا يفرضون علينا ثقافتهم وتقاليدهم. ولكن من يقهر من؟ العرب والمسلمون الذين تركوا وطنهم و اسرهم للبحث عن حياة أفضل في الغرب أم الأمريكيين والأوروبيين الذين ينتشرون جيوشهم على أرض العرب والمسلمين؟ هذه هي المفارقة! نحن ضحايا الإسلام منذ وقبل 11 أيلول ولكن عامة الشعب الأوروبي كما القادة يفضلون إبقاء أعيونهم مغلقة و أن يتجاهلوا الألم والمعاناة الهائلة التي تسببها تدخل الدول الغربية في شؤون العالم العربي والاسلامي.

خسرالغرب فرصة جيده في تاريخه لبناء مستقبل مشترك بين الغرب والشرق ولكن بعد عقود من الحرمان لا تزال هناك إمكانية للتغيير.الثورة العربية هي مصدر إلهام كبير بالنسبة لنا وخاصة لأولئك الذين يريدون أن تتغير الأمور مرة واحدة وإلى الأبد في هذا العالم. وسائل الإعلام مثل الجزيرة والشبكات الاجتماعية في الانترنت ومشاريع كالويكي ليكس فتحت عيوننا وفمن ولايات المتحدة الى الصين يصرخ الناس: كفى ! و تصرخ الشعوب العربية: نريد إسقاط النظام و إن شاء الله هذه الثورة ستغير كل شيء

ماري بوستروم